الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الــقلـم الــحـر: انهزم جيش اﻹسلام السياسي في سوريا وفشلت الحرب العالمية اﻷولى للإرهاب المدولن

نشر في  08 مارس 2017  (10:17)

بقلم الأستاذ: غفيف البوني

في حدود علمي، وعلى قدم ظاهرة اﻹرهاب الفردي عبر اﻹغتيال للأفراد،لم يتحول اﻻرهاب الى حرب كبيرة وطويلة ومدمرة وشاملة ومنتهكة لكل قوانين الحروب، اﻻ في حاﻻت اﻻرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين وفي حالة إرهاب اﻻسلام السياسي ضد الجزائريين في العشرية السوداء وحالة اﻹرهاب الذي رافق احتلال العراق من قبل اﻻمريكيين وحلفائهم اﻹيرانيين، وأيضا حالة اﻹرهاب في ليبيا واليمن..لكن حالة ما حدث ويحدث في سوريا منذ سنة 2011 والى 2016 استثنائية بكل المقاييس فهي حرب عالمية كبرى وطويلة وقاسية ومدمرة وغير مسبوقة من اﻹرهاب العالمي في التخطيط والتهديف اﻹستراتيجي، من قبل القوى الكبرى وإسرائيل، والتمويل عربي والتنفيذ وقع توكيله للإسلام السياسي وقد تبناه إيديولوجيا بفتوى القرضاوي وأصحابه وبرره دينيا بمنطق طائفي، وجند مئات آﻻف  المهمشين اﻷميين المسلمين من عشرات الجنسيات ليقتلوا السوريين من كل الديانات واﻷعمار وليدمروا سوريا بما في ذلك اﻵثار، هكذا أراد اﻹسلام السياسي اﻹنتصار لﻹسلام كما زعم عرابوه، وقد انتصروا ﻹسرائيل والصهيونية ودفعوا المغرر بهم من طرفهم من اﻹرهابيين الى اﻹنتحار باسم اﻹسلام فانتحروا ونحروا معهم جزءا عزيزا من شعب وحضارة العرب واﻹسلام واﻹنسانية منذ بداية التاريخ وحتى اﻵن.
هذه الحرب خدم بها اﻹسلام السياسي إسرائيل واﻹستعمار، والثمن الذي قبضه من حرب اﻹرهاب العالمية الكبرى ضد سوريا، هو تمكينه من الحكم في الدول العربية،بعد أن تعهد بنسيان اغتصاب فلسطين وتأمين اسرائيل عبر تحويل الراغبين في تحرير القدس الى ارهابيين يقتلون السوريين، وقد حندوا لهذا اﻹرهاب ومولوا وسفروا مئات اﻵﻻف ولم يرسلوا فدائيا واحدا لفلسطين منذ2011.

من الثابت أن النظام الحاكم في سوريا قد ارتكب أخطاء كثيرة في مقدمتها عدم إرساء الديمقراطية والتعددية وعدم اﻹستيعاب المبكر لطبيعة الصراع على المصالح والتوازنات اﻻستراتيجية اﻻقليمية والعالمية، والكل يعرف أن سوريا منذ فجر التاريخ والى اليوم، مستهدفة، بفعل موقعها اﻻستراتيجي المهم، وكان ينبغي نزع الذرائع من أعدائها والوقاية من غباء اﻻسلام السياسي الذي تحالف مع الشيطان فكان أن جمع بين سلاح التكفير وممارسة اﻹرهاب في سوريا مما أجهض الحراك الشعبي  وأدخل السلاح في العمل المدني ﻹفشال التعبير السياسي العام عن الديمقراطية وهكذا زرع الفتنة الطائفية،والعالم كله يعلم أن دبابات احتلال العراق لم تأت  بالديمقراطية بل جاءت بآيات الله الذين تحالفوا مع المحتل اﻷمريكي واﻹيراني مما فرخ إسﻻم وإرهاب الدواعش.

من يتكلم اليوم عن الثورة في سوريا يدافع عن اﻹرهاب العالمي باسم اﻹسلام، ﻷن مشروع الثورة السلمية الشعبية إن كان واردا فقد أجهضه اﻹرهابيون منذ 2011 والى اﻵن، وصمود الدولة والشعب في سوريا ضد طوفان اﻹرهاب إنجاز كبير يمكن البناء عليه بأن يستخلص نظام الحكم  الدروس بسرعة فيتدارك باﻹصلاح وبالمصالحة ما فات ويؤسس لتعايش كل السوريين باستثناء اﻹرهابيين، وﻻ توجد أية قوة سياسية سورية وطنية مؤهلة اﻵن غير أجهزة الدولة القائمة، وهزيمة اﻹرهاب في سوريا تكتمل بإعادة اﻹعمار والتنمية والديمقراطية، والرئيس اﻷسد، يمكنه اﻵن أن يعتز بإنجاز واحد ونوعي وعالمي خلال كل مدة حكمه وهو إفشال اﻹرهاب وبقاء الدولة السورية رغم ما حصل في الماضي من أخطاء وجراحات وخسائر بشرية ومادية هائلة، تسبب فيها استغلال أعداء سوريا تأخرها في الديمقراطية، عبر حرب اﻹرهاب لخدمة مصالح إقليمية ودولية.